أيها الإخوان.. هل تعرفون من أنتم؟ – بقلم: عامر شمّاخ
إلى الإخوان الذين ترددوا بعدما دخلوا في طور المحنة وطالهم الأذى، واجتمع عليهم الخصوم والأحزاب، ورماهم الرويبضات بسهامهم الملوثة، وصنفتهم الانظمة التابعة والعروش الساقطة إرهابيين.
أقول لهم: لا تلتفتوا لكل هذا الغثاء، فإيمانكم واعتزازكم بمبادئكم وإخلاصكم لها سوف ينجيكم من كل مكروه وسوء، لتكن أعينكم على كتاب الله وسنة نبيه ﷺ، وسيرة المعصوم وتاريخ السلف الكريم، فوالله إنها جامعة لكل خير، واصفة للحال التي نعيشها، واضعة علاجًا لما نحن فيه من همّ وكرب، فضلًا عن تذكر من أنتم أيها الفضلاء، فلو أدركتم قدركم ومسؤولياتكم وحجم الأعباء الملقاة عليكم، لاستوى عندكم المدح والذم، ولهان عليكم العذاب فما ترونه إلا أذى، ولسرتم في طريقكم المرسومة غير عابئين بما يردده المبطلون.
* أنتم أيها الإخوان أصحاب رسول الله ﷺ وحملة رايته من بعده، ورافعو لوائه كما رفعوه، وناشرو دينه كما نشروه، وحافظوا قرآنه كما حفظوه، والمبشرون بدعوته كما بشروا، ورحمة الله للعالمين. * إنكم تهتفون بدعوة وتؤمنون بمنهاج، وتناصرون عقيدة، وتعملون في سبيل إرشاد الناس إلى نظام اجتماعي يتناول شؤون الحياة جميعًا اسمه (الإسلام)، نزل به الروح الأمين على قلب سيد المرسلين ليكون به من المنذرين. * أنتم الذين تعملون لتحيا من جديد دولة الإسلام، ولتقوم في الناس حكومة مسلمة، تؤيدها أمة مسلمة، تنظم حياتها شريعة مسلمة، أمر الله بها نبيه ﷺ. * إن مهمتكم أيها الإخوان هي الوقوف في وجه الطغاة، الذين أبعدوا شعوبنا عن هداية الدين، وأغرقوها في مدنية المادة وحضارة المتع والشهوات، وحكموها بما يخالف شرع الله، فأفقروها وأفسدوها وجعلوها في مصاف الدول المتخلفة. * أنتم المعتزون بإيمانكم، الواثقون في ربكم، المؤملون في قدرة إسلامكم على النهوض بالأمة واسترداد حضارتها. * إنتم من تريدون العودة بالمسلمين إلى معين الإسلام الصافي من الكتاب والسنة، وقد حملتم أنفسكم على العمل بهما، فسعيتم إلى طهارة النفس، وسلامة الصدر، والمواظبة على العمل، والإعراض عن الخلق، والحب في الله والأخوة فيه سبحانه. * إنكم تجاهدون في سبيل تحرير فكرتكم، وتكافحون لها ما حييتم، وتدعون الناس جميعًا إليها، وتبذلون كل شيء في سبيلها؛ لتحيوا بها كرامًا أوتموتوا كرامًا، شعاركم الدائم «الله غايتنا والرسول زعيمنا والقرآن دستورنا والجهاد سبيلنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا». * أنتم من لا تقادون برغبة ولا برهبة، ولا تخشون أحدًا إلا الله، ولا يغريكم جاه ولا منصب، ولا تطمعون في منفعة ولا مال، ولا تعلق نفوسكم بعرض من أعراض الدنيا. * إن من حاول أن يخدعكم خُدع، ومن أراد ان يستغلكم خسر، ومن طمع في تسخيركم لهواه أخفق، ومن أخلص معكم في غايتكم ورافقكم على طريقكم سعد بكم وبها. * إنكم قوم لا تعرفون اليأس بإذن الله، لعلمكم انه ليس من أخلاق المسلمين، وإنكم على استعداد دائم لقيادة الأمم وسيادة الشعوب، وانتم على يقين أن العالم ينظر إلى دعوتكم، دعوة الهداية والسلام، لتخلصه مما هو فيه من آلام. * إن أحدًا من الناس أوهيئة من الهيئات أوحكومة من الحكومات أودولة من الدول، لا تستطيع أن تجد لها مِنَّة عليكم؛ لعلم الجميع أن دعوتكم هي أعف الدعوات، وجماعتكم هي أشرف الجماعات، وأن مواردكم من جيوبكم لا من جيوب غيركم، ونفقات دعوتكم من قوت أولادكم ومخصصات بيوتكم. * إنكم تعملون لغاية، على هدى من ربنا سبحانه وتعالى، هي الإسلام وأبناؤه في كل زمان ومكان، ولم تعملوا في يوم من الأيام لحساب هيئة من الهيئات أوجماعة من الجماعات. * إنكم رغم تذرع الغاصبين بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم، فانكم تحققون نجاحًا إثر نجاح؛ لانكم تدعون بدعوة الله، وهي أسمى الدعوات، وتنادون بفكرة الإسلام، وهي أقوى الفكر، وتقدمون للناس شريعة القرآن، وهي أعدل الشرائع. * إن قوة دعوتكم وحاجة الناس إلىها ونبالة مقصدكم وتأييد الله إياكم، هي عوامل النجاح التي لا تثبت أمامها عقبة ولا يقف في طريقها عائق (واللهُ غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثر الناس لا يعلمون) يوسف:21. * إن رصيد هذه الدعوة في قلب وذاكرة ووعى الأمة هو رصيد عظيم، تماما كالجبل الراسخ، لا يمكن ان ينال منه معول أيا كان حجمه ووزنه وأيا كانت شراسته وضراوته. فالغالبية من الناس لديها حس سياسى وذكاء اجتماعى يستطيع ان يميز بين ما هو صالح وطالح.