إياكم والغفلة

إياكم والغفلة – د. محمد حامد عليوة
لقد نهانا ربنا سبحانه وتعالى عنها في قوله:
(وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُن مِّنَ الْغَافِلِينَ) [الأعراف 205]. وبيَّن سبحانه في كتابه العزيز أن كثيرًا من الناس يغفلون عن آيات الله، سواء آيات الكون وما فيه (الكتاب المنظؤر)، أو آيات القرآن وما يحويه (الكتاب المقروء)، فقال سبحانه: ﴿وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آَيَاتِنَا لَغَافِلُونَ﴾ [يونس: 92].

والغفلة في اللغة تعني:
– سهو يعتري الإنسان من قلة التحفظ والتيقظ.
– متابعة النفس على ما تشتهيه.
– غيبة الشّيء عن بال الإنسان، وعدم تذكّره له.
– وأخيرًا الغفلة عن الشيء: نسيانه، وإهماله، والإعراض عنه.

والغفلة التي نريد الحديث عنها هنا، ونحذر أنفسنا وأحبتنا من الوقوع فيها: هي الغفلة عن آيات الله، والغفلة عن عبادة الله، والغفلة عن الموت وعن يوم الحساب.
ولقد كان من دعاء سيدنا أبى بكر الصديق – رضي الله عنه -:
«اللهم لا تدعنا في غمرة، ولا تأخذنا على غرة، ولا تجعلنا من الغافلين».

وقد روى الحافظ ابن عساكر في ترجمة الحسن بن هانئ أبي نواس الشاعر أنه قال: «أشعر الناس الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول:
الناس في غفلاتهم .. ورحى المنيَّة تطحن
فقيل له: من أين أخذت هذا؟ قال: من قوله تعالى:
(اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ) [الأنبياء:1]». اللهم لا تجعلنا من الغافلين.

اترك تعليقا