
الجرأة في الحق
- zadussaerinweb@gmail.com
- يونيو 22, 2021
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
الجرأة في الحق
الجرأة في الحق قوة نفسية رائعة يستمدها المؤمن الداعية من الإيمان بالله الواحد الأحد الذى يعتقده، ومن الحق الذى يعتنقه، ومن الخلود السرمدى الذى يوقن به، ومن القدر الذى يستسلم إليه ومن المسؤولية التى يستشعر بها، ومن التربية الإسلامية التى نشئ عليها.
وعلى قدر نصيب المؤمن من الإيمان بالله الذى لا يغلب، وبالحق الذى لا يخذل، وبالقدر الذى لا يتحول، وبالمسؤولية التى لا تكل، وبالتربية التكوينية التى لا تمل؛ بقدرها هذا كله يكون نصيبه من قوة الجرأة والشجاعة، وإعلان كلمة الحق التى لا تخشي فى الله لومه لائم.
ومن هنا كانت فضيلة الجرأة بالحق من أعظم الجهاد، لما روى أبو داود والترمذي وابن ماجة عن رسول الله ﷺ أنه قال: «أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان جائر».
ومن هنا كان الذى يستشهد فى سبيل كلمة الحق سيد الشهداء، لما روى الحاكم عن رسول الله ﷺ أنه قال: «سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله».
ومن هنا كان امتداح الله سبحانه للذين يبلغون رسالات الله ويخشونه، ولا يخشون أحدًا سواه، وقال تعالي في سورة الأحزاب: (الذين يبلغون رسلت الله ويخشونه ولا يخشون أحدًا إلا الله وكفي بالله حسيبًا).
فما على الدعاة: إلا أن يتأسوا بالسلف الصالح شجاعة وجرأة، عس أن يوجهوا الرأى العام إلى ما فيه جلب المصالح. وأن يتفاعلوا مع المجتمع في إعلان كلمة الحق دون أن يخافوا في الله لومة لائم، أو يمنعهم عن أداء رسالتهم متجبر ظالم.
والله سبحانه يثيبهم في الدنيا خيرًا، ويدخر لهم يوم القيامة أجرًا، ويحقق على أيديهم العزة للإسلام والمجد للمسلمين، والوحدة الكبري التى تضم العالم الإسلامي كله تحت راية الخلافة الراشدة ولواء الحق.