الحركة بهذا الدين

الحركة بهذا الدينبقلم: الشهيد سيد قطب – رحمه الله

«والتجارب تجزم بأن الذين لا يندمجون في الحركة بهذا الدين لا يفقهونه، مهما تفرغوا لدراسته في الكتب – دراسة باردة -!.
وأن اللمحات الكاشفة في هذا الدين إنما تتجلى للمتحركين به لتقريره في حياة الناس، ولا تتجلى للمستغرقين في الكتب العاكفين على الأوراق!».

تعقيب من د. محمد حامد عليوة
نعم هذا الدين بحقائقه وقيمه ومفاهيمه ومعانيه وشرائعه لا يمكن أن يقوم على الأرض مالم يتجسد في بشر، يحملونه أولًا ويتحركون به بين الناس.

وهو الأمر الذي أكد عليه الإمام حسن البنا من قبل، وهو أن نهضات الأمم والشعوب تحتاج إلى جهود حقيقية وتضحيات عزيزة وحركة دؤوبة، تتجاوز الكلام والوعظ والإرشاد. فقد ذكر في هذا الشأن: «أن الوعظ والإرشاد والدعوة والإقناع وتهذيب النفوس وتزكية الأخلاق إنما هي سبيل الفلاسفة الخياليين لا المصلحين العمليين، ونحن قوم عمليون».

والأفكار والدعوات لا تنجح بالتنظير لها – فحسب – دون العمل في سبيل نشرها، والحركة بين الناس بها، وقد حدد الإمام حسن البنا في رسالته القيمة (إلى الشباب) مجموعة المعايير التى تنجح بموجبها الأفكار والدعوات، فقال:

«أيها الشباب: إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها، وتوفر الإخلاص في سبيلها، وازدادت الحماسة لها، ووجد الاستعداد الذي يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها. وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان، والإخلاص، والحماسة، والعمل من خصائص الشباب. لان أساس الإيمان القلب الذكي، وأساس الإخلاص الفؤاد النقي، وأساس الحماسة الشعور القوي، وأساس العمل العزم الفتي، وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديما وحديثا في كل أمة عماد نهضتها، وفي كل نهضة سر قوتها، وفي كل فكرة حامل رايتها: (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى) (الكهف: 13)».

———————–

اترك تعليقا