القرآن الكريم محور التربية الإخوانية

القرآن الكريم محور التربية الإخوانية  –  د. محمد حامد عليوة

لا شك أن دعوة ربانية محمدية إسلامية (الله غايتها – الرسول قدوتها – والقرآن دستورها) لا بد أن يكون القرآن الكريم محوراً رئيساً في تربيتها، ونوراً لها في طريقها، ودستوراً لها في نهجها ومنهاجها، فهو الكتاب الذي أنزله الله (وهو الغاية) على رسوله ﷺ (وهو القدوة). 

إنه القرآن الكريم الذي إن تمسكنا به ووقفنا عند أوامره امتثالًا وعند نواهيه اجتنابًا، وجعلناه مصدرًا لشرائعنا وشعائرنا ومرجعًا لنا في كل شئوننا؛ ارتفع قدرنا، وحلَّ شرفنا، وعظم أمرنا.
ورحم الله الشيخ د.عبد المنعم تعيلب كان دائمًا يستشهد بقوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾ (سورة الأنبياء: 10)، وكان يفسر قوله: (ذِكْرُكُمْ)، أنه حياتكم ومماتكم وكرامتكم.

ولقد أورد الإمام حسن البنّا في مواضع عديدة من رسائله وتراثه الزاخر ما يُشير إلى أن القرأن الكريم هو محور التربية عند الإخوان المسلمين، ومن ذلك ما يلي:
1- «القرآن الكريم محور التربية الإخوانية، ولهذا يُكثر الإخوان من تلاوته، والتعبد بقراءته، والتقرب إلى الله تعالى به». رسالة: (هل نحن قوم عمليون؟) 1353هـ – 1934م

2- «وترى الجماعة أن من عوامل تحلل كيان الدولة الإسلامية؛ إهمال كتاب الله وسنة رسول الله ، والجمود والتعصب للآراء والأقوال، والولع بالجدل والمناظرات والمراء». رسالة: (بين الأمس واليوم) – 1943م

3- «هذا القرآن الكريم الذي اتخذناه نحن الإخوان المسلمين قانوناً لنا ودستوراً نستمد منه نوراً ونستلهم منه رشداً، فهو المنقذ حين تترى الخطوب والمحن، وهو المخرج من ربقة الذل وضلال الفتن، وهو الصالح لكل جيل في أي عهد أو زمن». (المصدر: من حديث نادر للإمام البنا بعنوان (الناس والقرآن)، ألقاه في الإسكندرية، عام 1937م. وقد أورده الأستاذ عباس السيسي في كتابه: حسن البنا مواقف فى الدعوة والتربية).

4- «كذلك كانت وستظل دعوة (إسلامية محمدية قرآنية) لا تعرف لوناً غير الإسلام، ولا تصطبغ بصبغة غير صبغة الله العزيز الحكيم، ولا تنتسب إلى قيادة غير قيادة رسول الله ،ولا تعلم منهاجاً غير كتاب الله تعالى، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». (المصدر: من مقال للإمام البنا نُشر بمجلة النذير، بتاريخ 30 ربيع الأول 1357هـ – الموافق 30 مايو 1938م).

وغير ذلك كثير في تراث الإمام البنا، ما يدل على أن القرآن الكريم هو الركيزة الأساسية والمحور الرئيس في التربية وفق منهج الإخوان المسلمين. 

من هنا وجب على كل القائمين على أمر التربية والإدارة في هذه الدعوة المباركة أن يحتل القرآن الصدارة في الاهتمام به (تلاوة وتدبرا وفهما وحفظاً وتطبيقاً)، ثم الهدي النبوي ممثلاً في سنة النبي وهديه القولي والعملي باعتبار سنة النبي هي الشارح والمفصل لكتاب الله تعالى.

والدافع لهذا التوجه المطلوب لدى القائمين على الإدارة والتربية في الدعوة، هوغلبة المناهج النظرية بين الداعة في الآونة الآخيرة، واتساع مساحات التعامل مع علوم التنمية البشرية  والنظريات الإدارية والتوسع في الاستراتيجيات والإداريات -على أهمية ذلك كله- في حين بدأ الضعف يظهر في الجوانب النفسية والروحية والتطبيقات العملية للمعاني والتوجيهات القرأنية فضلاً عن قصور في الاهتمام بالهدي النبوي والاقتداء به في أحواله وأعماله إلى غير ذلك من الجوانب الربانية والإيمانية والعبادية والسلوكية، وهي الجوانب التي تميز بها فكر ومنهج الدعوة وأكد عليها الإمام البنا في مواطن ومواضع ومواقف عدة من حياته وفي تراثه كما أسلفنا.

اترك تعليقا