الوصايا العشر للقائد القدوة

الوصايا العشر للقائد القدوةبقلم: فضيلة الأستاذ مصطفى مشهور – رحمه الله

حول ما يعين على القيام بأمانات القيادة:
من الأمور التي يلزم أن تراعى من قبل من يكونون في موضع القيادة والمسئولية لتكون عونًا لهم، وهذه الأمور أو الملاحظات تنبع من منطلق إيماننا بأن الأمور كلها بيد الله، وأننا لن نستطيع أن ننجز أعمالًا أو نحقق أهدافًا إلا بتوفيق الله وعونه، مهما كانت كفاءاتنا أو قدراتنا الشخصية، فلا سهل إلا ماجعله الله سهلا.

أولًا: من أوجب الأمور اللازم توفرها عند المسئول، الإخلاص لله والصدق معه، فذلك يجلب له توفيق الله وعونه، ويجمع عليه المخلصين الصادقين الذن يقفون معه ويعاونه بكل إخلاص وصدق. أما إذا خالط إخلاص المسئول شيئ من رياء أو حب للظهور وللزعامة أو غير ذلك فقد لايحقق له ما سبق ذكره من عون الله وتوفيقه وكذا معاونة الصادقين المخلصين، بالإضافة إلى تعرض عمله للإحباط والعياذ بالله.

ثانيًا: ومع توفر الإخلاص يجب أن تستشعر القيادة مراقبة الله الدائمة لها في كل أوقاتها وأعمالها، بما يدفع إلى المسارعة إلى الخير واتقان العمل والرقي به إلى مرتبة الإحسان.

ثالثًا: الاستعانة بالله في كل الأحوال وفي كل الأمور ودوام اللجوء إليه والفزع إليه عند الشدائد والعقبات، والتحرز من الشعور بأن النجاح في الأعمال يرجع إالى الكفاءة والقدرة والتخطيط فقط، ولكن لا بدَّ من العلم أن هذه كلها أسباب، وأن الأمور كلها بيد الله.

رابعًا: ضرورة إحساس القائد أو المسئول بأمانة القيادة إحساسا كبيرا يدفعه إلى السهر عليها والإحاطة بها، واليقظة والانتباه والتفاني في العمل وبذل الجهد للقيام بأعبائها، وتوفير الإمكانيات اللازمة والاستفادة من كل جديد.إما إذا قل إحساس المسئول بأمانة مسئوليته فغالبا ماتفتر همته عن أداءها على الوجه الأكمل، حتى وإن توفرت له الإمكانيات والوسائل الحديثة.

خامسًا: اهتمام القيادة بقضية التربية وإعداد الرجال والعمل على تحقق الإيمان القوي الذي هو بمثابة الأساس المتين في بناء شخصية الأفراد، وبه يتحقق وعد الله لعباده المؤمنين بالتثبيت والتأييد والنصر والتمكين. كما أن الاهتمام بالتربية يخرج أفرادا جيدين يتحملون المسئوليات ويخففون عن القيادة بعض أعبائها، في جو يسوده الحب والتعاون، وبعيدا عن المشاكل والخلافات.

سادسًا: ما يعين القيادة كثيرا تزكية معاني الحب والأخوة في الله بين الأفراد عموما وبينهم وبين القيادة بوجه خاص، والشوري والتعاون والتغلب على العقبات، في حين أن عدم توفر الحب يبرز معه الخلاف ويفسد جو التعاون، بل ويزيد الأعباء على القيادة.

سابعًا: أن تهتم القيادة بالتخطيط، وتحديد الأهداف والمراحل والوسائل والامكانيات، وتوزيع الأعمال والمهام على مختصين أكفاء، مع وضع النظم واللوائح التي تنظم سير العمل وحسن أداءه، مع متابعة التنفيذ والاطمئنان على سير العمل وانتظامه وتذليل العقبات في الطريق.

ثامنًا: أن تستشعر القيادات الفرعية بل كل أفراد الجماعة ثقل الأمانة وضرورة معاونة القيادة في القيام بأعبائها، مما يدفع كل فرد أو مسئول في موقعة إلى أداء واجبه وسد الثغرة التي يقف عليها، وإلى تقديم النصح أو الاقتراحات للقيادة بما يعينها على أماناتها في جو من الأخوة والحب والتقدير.

تاسعًا: أن تحرص القيادة على بعث الأمل وحفز الهمم والعزائم في الأفراد وحمايتهم من كل معانى التثبيط أو الشعور بالإحباط إزاء المحن والعقبات، ويفيد في ذلك التذكير بعوامل النجاح التي ذكرها الإمام الشهيد والتى لاتقف أمامها عقبة من العقبات وهي، قوة دعوتنا إذ أنها دعوة الله وهي أسمى الدعوات، وحاجة العالم كله إليها، فكل ما فيه يمهد لها ويهيئ سبيلها، وإننا بحمد الله برآء من المطامع الشخصية والمنافع الذاتية، ولا نقصد إلا وجه الله وخير الناس. ثم إننا نترقب تأييد الله ونصره، ومن نصره الله فلا غالب له.

عاشرًا: نختم هذه الأمور بهذه المعاني المهمة التي ذكرها لنا الإمام الشهيد في هذا المجال، حيث قال، «ولقد كنت ولا زلت أقول للإخوان في كل مناسبة، إنكم لن تغلبوا من قلة عددكم ن ولا من ضعف وسائلكم، ولا من كثرة خصومكم، ولا من تآلب الأعداء عليكم، ولو تجمع أهل الأرض جميعا ما استطاعوا أن ينالوا منكم إلا ما كتب الله عليكم، ولكن تغلبون أشد الغلب وتفقدون كل ما يتصف بالنصر والظفر بسبب، إذا فسدت قلوبكم ولم يصلح الله أعمالكم، أو تفرقت كلمتكم واختلفت آراؤكم، أما مادمتم على قلب رجل واحد، متجه إلى ربه تبارك وتعالى، آخذ في سبيل طاعته، سائر نهج مرضاته، (فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (35)). محمد»

———————-
المصدر: كتاب (القائد القدوة على طريق الدعوة) لفضيلة الأستاذ مصطفى مشهور (رحمه الله).

اترك تعليقا