بقدر المحنة يكون الفرج

بقدر المحنة يكون الفرج د. محمد حامد عليوة

سُنن الله في الدعوات تؤكد على حقيقة دامغة وهي:
«بقدر حجم وأثر المِحنة يكون حجم ونتائج الفرج، وبقدر البغي والظلم يكون انتقام الله من الباغي الظالم»
ووقائع التاريخ وحوادث الزمن تؤكد هذه الحقيقة.
ولنأخذ (محنة الدعوة في مصر) مثالاً على ذلك، فقد سُئل بعض أهل الفضل والسبق على طريق الدعوة، والذين عاشوا محنة الدعوة في مصر زمن عبد الناصر، عن أوجه المقارنة بين محنة الدعوة في 2013م والتي اعقبت الإنقلاب العسكري، وما سبقها من محن في زمن جمال عبد الناصر، وبالتحديد في محنة 1954م ومحنة 1965م.

فأجابوا: أن أوجه الشبه والاختلاف بين تلك المحن متنوعة، ولكن ما أكد عليه الجميع من خلال تجاربهم السابقة، أن هناك حقيقة عاشوها عملياً على إمتداد عمرهم الطويل في الدعوة، مفادها (أنه بقدر المِحنة يكون الفرج، وبقدر الفقد يكون العِوض)، بمعنى أنه كلما كانت المحنة قاسية، والضيق شديد، فإن ذلك سيتبعه فرج عميم ومنح عظيمة للدعوة والدعاة.

واستطردوا قائلين: أن محنة 2013 أشد وأعمق وأوسع أثراً من سابقاتها، ولأنها كذلك فستكون إن شاء الله فاتحة خير لفرج عميم واسع.

والفائدة من هذا المعني: أن الضيق سيتبعه فرج، وأن مع العسر يسرا، وقديما قالوا: (لا يشرق الفجر إلا فى دُجى الظُلَم)فاثبتوا وابذلوا وأبشروا بالنصر القريب، فهذه سُنة الله فى الدعوات.

فأبشروا، واجتهدوا في الدعاء في هذه الأوقات، أن يفرج الله الكرب والغم ويكشف السوء، وأن نري في الطغاة البغاة الظالمين وعد الله الحق، (وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98)). (سورة الكهف)

اترك تعليقا