
بين معركتي الوجدان والميدان
- zadussaerinweb@gmail.com
- يوليو 4, 2021
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
بين معركتي الوجدان والميدان – د. محمد حامد عليوة
مما تعلمناه في فقه الدعوة والسلوك إلى الله تعالى: (أنَّ النصر في معارك الوجدان يسبق النصر في معارك الميدان).
نعم.. فلن نصلح مَنْ حولنا، وقد تركنا الفوضى تدب في نفوسنا، ولن نحدث تغييرًا في الميدان ما لم يسبقه حسمًا لمعركة النفس والوجدان.
﴿إِنَّ اللَّهَ لاَ يُغيرُ مَا بِقومٍ حتَّى يُغيِّروا مَا بِأَنفُسِهم﴾ (الرعد: 15).
ورحم الله الإمام البنا حين قال: «والعاجز عن قيادة نفسه كيف يقود غيره؟».

وهنا نستذكر وصية هامة للمستشار حسن الهضيبي، وصى بها إخوانه يوماً، فقال فيها:
«أيها الإخوان: إن الله قد جعلكم جنودًا لقضية الحق والفضيلة والعزة في وطنكم وفي العالم الإسلامي كله، وإذا كان من واجب الجندي المخلص أن يكون مستعدًا دائما للقيام بواجبه في خوض المعركة، فإن من واجبكم أن تكونوا مستعدين دائما لما يؤدي بكم إلى النصر في ميادين الإصلاح والتحرير.
فزكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم، وحاربوا أهوائكم وشهواتكم قبل أن تحاربوا أعدائكم، فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح أعجز من أن ينتصر على عدوه في معركة السلاح، وكونوا مثلًا حيًا بأقوالكم للأخلاق القرآنية حتى يعرفكم الناس بأخلاقكم قبل أن يعرفوكم بأقوالكم.»