رحلتي مع الإخوان

رحلتي مع الإخوان بقلم: الأستاذ أحمد طلب

علمني الإخوان: أن الحياة عطاء، والمقابل ليس هنا.
علموني: أننا لسنا لأنفسنا، بل للناس جميعًا.
علموني: أن السعادة الحقيقية في سكينة النفس. ولا تأتي هذه السكينة إلا بشعور العبد أن الله راض عنه ولا يتأتى الرضا إلا بدستور الإيمان. وغرسوا في قلوبنا أن المادة الأولى في هذا الدستور هي الإخلاص. فإذا رضي هو فلا قيمة لإعراض الخلق. وإذا قبل هو فلا قيمة لرفض الناس.

علموني: كيف أتصدق بعرضي على الآخرين. ولا أقيم وزنًا للأقلام المنحرفة، والاتهامات الباطلة. بل عيوننا جميعًا على الجنة، أما المغرضون والمبغضون والكارهون فميعادنا معهم يوم القيامة، ولا نحمل لهم في دنيانا ودنياهم إلا كل خير.

علموني: كيف يكون (الحب) نقياً نظيفًا، مجردًا من الأغراض.
بل علموني: كيف أتعبد إلى الله بمحبة الآخرين، غرسوا في نفوسنا حديث رسول الله : «ما تحابّ اثنان في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبًّا لصاحبه».

رحلتي مع الإخوان

أقول هذه المعاني ونفسي تتقطع من الألم، لأن الأبطال الكبار الذين غرسوا تلك المعاني العظيمة في نفوسنا … يفترشون أرض الزنازين المظلمة، في غفلة من الشعب المغيب. لكنهم راضون بقدر الله فيهم، ماضون في طريق عزتهم وكرامتهم. كم يشق على نفسي رؤية المرشد العام ومن معه وراء القضبان، تحاكمه أنفس رخيصة، لا تعرف أقدار الناس، كم أذرف عليه من الدموع الساخنة ما يفي بحرق كل المجرمين في الأرض، لكني أتذكر كلمته الشهيرة (لقد بعنا أنفسنا لله) فتهدأ نفسي، ويطمئن قلبي إلى موعود الله، إن ما رأيته من قيادات الإخوان طيلة ربع قرن من الزمان (بطولة حقيقية) ليست مزيفة ولا مصطنعة.

وقد جاءت الأحداث بما يؤكد ذلك للجميع، ورأينا كذلك كثيرًا من الأصوات (الواعظة) التي حسبناها قممًا عاليه فإذا هي قيعان وسفوح، لم تصمد لحظة أمام بطش الطغاة، ومدار ذلك كله هو القلب، فمدرسة الإخوان تتمحور – بكل أقسامها وبرامجها – حول (صناعة القلب) وحسن الصلة بالله، وهو الزاد الحقيقي لنا في أوقات الفتن والابتلاءات.
فاللهم اغفر وارحم، واعف وتكرم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت الأعز الأكرم.

——————-
(*) كتبها بتاريخ 31 مارس 2014م

0 Comments to “رحلتي مع الإخوان”

اترك تعليقا