على درب العاملين

على درب العاملين –  بقلم: د. محمد حامد عليوة

(1)– وعلى درب العمل لدين الله يسير الدعاة العاملون، فهذا الإمام حسن البنا -رحمه الله- وهو ابن الثانية والعشرين من عمره يفكر في أمر دعوته ودينه، ينشغل بحال أمته، ويؤسس لحركة تسعى إلى التمكين لدين الله في الأرض، واستعادة الخلافة المنشودة، وتحقيق الأستاذية للإسلام والمسلمين في هذه الحياة (لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا)، فنهض البنا بهذه الأمانة، ونذر نفسه وحياته لهذه المهمة، فجاب القرى والمدن والبلاد يدعو إلى الإسلام، ويربي الناس عليه، ولذلك لا تعجب من قوله: «وددت أن أبلغ هذه الدعوة للجنين في بطن أمه !!». 

ولذلك لا تعجب حين تسمع الإمام حسن البنا وهو يقول: «راحتي في تعبي، وسعادتي في دعوتي.»، هكذا يكون الدعاة الصادقون تراهم دائما أصحاب قلوب تنبض حباً بدعوتهم وفناءً في أداء رسالتهم.

رحم الله الرجل الذى عاش لدعوته ومات مجاهداً في سبيل نصرة دينه. يحكى الشيخ محمد الغزالي عن حال الإمام حسن البنا -رحمهما الله– في الدعوة إلى الله، وكيف كانت تضحياته وبذله ودأبه على طريق الدعوة، وكيف كان مهموماً بدعوته مشغولاً بها، فقال:
«لقد جاب الآفاق وهو يُذكر بالله ويُعرف بدينه، وأحسبه قضى تسعة أعشار عمره مسافرًا يضرب مناكب الأرض، لا يقصد من حله وترحاله إلا بعث أمة وإحياء تاريخ

(2)– وبسبب إخلاص الإمام البنا وجهاده وتضحيته -ولا نزكي على الله أحدًا- انتشر الخير في الدنيا مع هذه الحركة الربانية المباركة، وانطلق رجالها في أصقاع الأرض ومناكبها يدعون الناس إلى الإسلام بشموله ووسطيته، ففتح الله لهم وبهم البلاد وقلوب العباد، ومع هذه الفتوح تربى الناس على منهج الإسلام الذي جاء به النبي محمد ، وحمله البنا والعاملون معه، فبارك الله أثرهم وأحسن ذكرهم في العالمين.
ورحم الله الأستاذ سيد قطب حين قال: «إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا في سبيلها دبَّت فيها الروح وكُتبت لها الحياة».

——————-

اترك تعليقا