من روائع الشاعر الأستاذ جمال فوزي -رحمه الله تعالى-، والتي يُؤكد فيها على أحد المعاني الهامة، التى يجب أن يُوقن بها الدعاة وتستقر في نفوس المصلحين، وهي:
أن هذه الدعوة هي دعوة الله سبحانه وتعالى، ونوره بين خلقه، ولا يستطيع أحد مهما أوتي من قوة، أو مهما أوتي من منعه أن يقف في وجهها أو يُطفئ نورها، لأن الله سبحانه قضى وقدر أنه مُتم نوره ولو كره المشركون، وأنه سبحانه يأبي إلا أن يُتم نوره. (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (التوبة:32). وقوله سبحانه: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف:8).
أجل، إن دعوة الله ماضية بنا أو بغيرنا، فدعوة الحق لا تخبو مسيرتها، رحم الله الشاعر الأستاذ جمال فوزي، حين قال:
فدعوة الحق لا تخبو مسيرتها … لا تستطيع جيوش أن تواريها فالله صاحبـها والله ناصـرها … والله حافـظها والله مبقيـها والله أرسى قواعدها معمقة … في قلب أجنادها والله موحيها والله برأها من كل ما وصموا … تبارك الله مجريها ومرسيها لا السجن يرهبها لا الحل يحجبها … ولا المشانق والتقتيل يثنيها الله أكبر دوت رغم أنفهموا … فالموت في ساحها أسمى أمانيها
—————— (*) بقلم: أحد شعراء الدعوة، الأستاذ جمال فوزى – رحمه الله – (1910 – 1986م)