
في معالم الطريق وأحوال الدعاة
- zadussaerinweb@gmail.com
- أكتوبر 2, 2021
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
في معالم الطريق وأحوال الدعاة – مع زاد السائرين
يقول الله تعالي: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ). صدق الله العظيم
هذه إرادة الله الماضية في كل جيل.
وهذا وعده للمؤمنين في كل عصر.
وهذا قدره الغالب مع كل طاغية ومتكبر.
ما كان المستضعفون أئمة في الارض إلا حين صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون.
وما كان الذين استضعفوا أئمة الا حينما جعلوا بيوتهم للناس قبلة وأقاموا الصلاة.
وما كان الذين استضعفوا أئمة الا حين قالوا: (عَلَى اللّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ).
ولن يكون المستضعفون في عصرنا هذا أئمة إلا إذا ابتلوا كما ابتلي أبيهم إبراهيم ونبيهم محمد ﷺ.
فما صار إبراهيم عليه السلام إماما إلا بعد البلاء المبين وأتم كلمات ربه (إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ ۖ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ).
ثم حين ابتلاه ربه بكلمات فأتمهن حتي صار علما علي الوفاء (وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى). بل كان وحده أمة (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتًا لِلّهِ حَنِيفًا وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ).
وقد يكون ابتلاء الذين استضعفوا من داخلهم أشد من ابتلائهم من عدوهم.
فقد يكون الابتلاء أن يكون فيهم سماعون لغيرهم، كما قال الله تعالى: (وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ).
وقد تصل الغفلة ببعضهم حتى تأتي عصبة منهم بالإفك (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم).
وقد يقولون ما ليس لهم به علم، فهم لم يسمعوه بأذانهم ولم يعرضوه على عقولهم: (إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ).
————————–