من العوامل الأخرى التي تعمل على تنمية الهمّ والانشغال بالدعوة: أولاً: الإحساس بالحاجة إلى ضرورة الدعوة يقول ابن القيم -رحمه الله-: «حاجة الناس إلى الشريعة أعظم من حاجتهم إلى التنفس فضلًا عن الطعام والشراب، لأن غاية ما يقدر في عدم التنفس: موت البدن، وأما ما يقدر عن عدم الشريعة: فساد الروح والقلب جملة وهلاك الأبد وشتان بين هذا وهلاك البدن بالموت».
وبنظرة فاحصة نجد أن الحاجة إلى الدعوة حاجة ماسة وضرورية لأسباب عديدة نذكر منها: * أن الدعوة هي الوسيلة للتمكين لدين الله في الأرض، والذي هو واجب علينا، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. * لأن كافة النظم عجزت عن تحقيق السعادة للبشرية، ولن تسعد البشرية ولن تحقق ما تربوا إليه من الأمان والطمأنينة إلا في ظلال دعوة الإسلام. * لإزالة أى شبهات تثار حول الإسلام، وإقامة الحجة على الناس وتوصيل الدعوة إلى من لم تبلغه. * أخيرًا لكى نعذر إلى الله تعالى، وننجو بأنفسنا من عقابه.
يقول الشيخ الغزالي -رحمه الله-: «إن الحاجة إلى وحى الله وقيادة المرسلين لا تنقطع أبدًا والذين يقولون أن هناك غنىً عن الدين هم في الواقع أقوام لا يؤمنون بالله، ولا يصدقون بلقائه عند الممات، ولا يتصورون قيامه – جل شأنه – على نفوسهم وأعمالهم في هذه الحياة.» (نحو أسلوب أمثل للدعوة الإسلامية)
وفي كتاب عدة الداعية نجد أن مؤلفه قد أفرد الحاجة إلى الدعوة بعنوان خاص حيث يقول: الحاجة إلى الدعوة ضرورية لأمور كثيرة منها: 1- عجز العقول البشرية عن إدراك المصالح. 2- تغلب الأهواء والشهوات على العقول. 3- اختلاف المدارك والميول. 4- واقع المسلمين المر: ويفصل ذلك في النواحى المتعددة للحياة: – (في الحياة الاجتماعية – في التشريع – في التربية ومناهج التعليم – في الحياة الاقتصادية – في الحياة السياسية).
هذا الواقع السيىء الذي يمر به العالم الإسلامى لا بدَّ له من تغيير والتغيير يقع على عاتق الدعاة إلى الله تعالى بالدرجة الأولى فهم خلفاء رسول الله ﷺ في التغيير والإصلاح، وإذا كانوا مسئولين على حفظ توازن السفينة – سفينة الحياة – حتى تصل بالناس إلى شاطىء النجاة، فهم مسئولون كذلك على رتق الخرق الذي أحدثه العابثون المضللون فيها قبل أن تغرق بالجميع، وصدق رسول الله ﷺ إذ يقول «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة، فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقًا ولم نؤذ من فوقنا؟ فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا».
(البخارى علم الفتح 5/ 175 كتاب الشركة باب هل يقرع في القسمة والاستهام فيه)
ولا شك أن التغيير ليس استيراد مناهج من هنا أومن هناك ولكن يكون بإحياء هذا الدين المخدر في الأمة من جديد وإعادة ما اندرس منه حتى تتبوأ مكانتها المفقودة في الدنيا من جديد، وهذا يتطلب جهودًا متضافرة بين جميع العاملين في حقل الدعوة مع الصبر على طول الطريق ومشقته، يقول الإمام حسن البنا رحمه الله مخاطبًا الدعاة العاملين «أنتم روح جديد يسرى في قلب هذه الأمة فيحيه بالقرآن، ونور جديد يشرق فيبدد ظلام المادة بمعرفة الله وصوت داوٍ يعلو مرددًا دعوة الرسول ﷺ، ومن الحق الذي لاغلو فيه أن تشعروا أنكم تحملون هذا العبء بعد أن تخلى عنه الناس» (رسالة بين الأمس واليوم)، فهل دعاة اليوم على استعداد لنيل هذا الشرف مع ما فيه من متاعب بدنية؟ (كتاب عدة الداعية)
والداعية الذي نعنيه بهذا الخطاب «هو الرجل الذي حشد كل طاقاته وسخر أوقاته كلها لصالح دعوته التي سارت همّه بالليل وشغله بالنهار، فأوقف نفسه لها، موقنًا أن الراحة الحقيقية ليست في هذه الحياة، بل هي في الدار الآخرة، حين يفوز بالسلعة الغالية. سئل الإمام أحمد رحمه الله: متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال: عند أول قدم يضعها في الجنة». الرقائق – محمد أحمد الراشد
ثانياً: وجوب الدعوة إلى الله ومشروعيتها تقدم أن الحاجة إلى دعوة الله شديدة، ولهذا ثبتت مشروعيتها بالكتاب والسنة من خلال الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أساس هذه الدعوة وعمادها. يقول الإمام الغزالى رحمه الله: «أما بعد فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو القطب الأعظم في هذا الدين، وهو المهم الذي ابتعث الله له النبيين أجمعيين ولو طوى بساطه وأهمل علمه وعمله لتعطلت النبوة، واضمحلت الديانة، وعمت الفترة، وفشت الضلالة وشاعت الجهالة، واستشرى الفساد، واتسع الخرق، وخربت البلاد، وهلك العباد، ولم يشعروا بالهلاك إلا يوم التناد»، ويقول الإمام ابن تيمية: «وقد تبين بذلك أن الدعوة نفسها أمر بالمعروف ونهى عن المنكر.»
ومن الآيات القرآنية الناطقة بذلك قول الله تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) آل عمران 104، وقوله: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) سورة التوبة 71، وقال تعالى: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (4)) سورة العصر. قال الشافعى رحمه الله: «لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم، وذلك أن العبد كما له في تكميل قوتيه: قوة العلم وقوة العمل، وهما الإيمان والعمل الصالح، وكما هو محتاج إلى تكميل نفسه فهو محتاج إلى تكميل غيره، وهو التواصى بالحق والتواصى بالصبر وأرضية ذلك وقاعدته وساقه الذي يقوم عليه إنما هو الصبر.» (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين) .إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الكثيرة الموجبة للدعوة على الأمة.
وأما الأحاديث النبوية فمنها قوله ﷺ: «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان» مسلم بشرح النووى. وقوله ﷺ: «لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابًا منه، ثم تدعونه فلا يستجاب لكم» (الترمذى 4/406 كتاب الفتن باب ما جاء في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر) وقوله ﷺ: «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئا» (صحيح مسلم 8/62 كتاب العلم باب من سنن سنة حسنة أو سيئة ومن دعا إلى هدى أو ضلالة) والأحاديث في هذا الباب كثيرة وحسبنا ما ذكر منها.
* والدعوة إلى الله تعالى واجبة على كل مسلم من حيث كونه مسلم، فليست محصورة على فئة بعينها دون أخرى، قال تعالى: (وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ) سورة الحج 67 وقال أيضًا: (فَلِذَٰلِكَ فَادْعُ ۖ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ) سورة الشورى 5. وقال رسول الله ﷺ: «بلغوا عنى ولو آية». رواه البخارى وقال أيضًا: «ليبلغ الشاهد الغائب، فإن الشاهد عسى أن يبلغ من هو أوعى له منه». رواه البخارى
ويقول الأستاذ فتحي يكن: «إن العمل للإسلام لإيجاد الشخصية التي تتمثله عقيدة وأخلاقًا، لإيجاد المجتمع الذي يلتزمه فكرًا وسلوكًا، لإيجاد الدولة التي تطبقه شريعة ومنهاجًا ودستورًا، وتحمله دعوة هادية لإقامة الحق والعدل في العالمين، إن هذا العمل وما يحتاجه ويتصل به ويتفرع عنه ويتطلبه هو واجب إسلامي شرعي لا يسقط حتى تقوم السلطة التي تتولى القيام بهذه المسئولية وترعى شئون المسلمين. وما دامت هذه السلطة غير موجودة فإن كل تقصير من العاملين، أو قعود من المسلمين هو في شرع الله إثم لا يرفعه إلا المبادرة السريعة للنهوض بتكاليف العمل للإسلام» (ماذا يعنى إنتمائى للإسلام)
فليست مهمة الدعوة الإسلامية وقفًا على الأنبياء وحدهم، وإنما هي جزء لا يتجزأ من حقيقة الإسلام نفسه، فلا مناص ولا مفر لأى مسلم من القيام بعبئها مهما كان عمله أو اختصاصه. تركة مثقلة: يقول الإمام البنا: «هكذا أيها الدعاة أراد الله أن ترثوا هذه التركة المثقلة بالتبعات، وأن يشرق نور دعوتكم في ثنايا هذه الظلمات، وأن يهيئكم الله لإعلاء كلمته وإظهار شريعته وإقامة دولته من جديد». رسالة بين الأمس واليوم
لقد حمل الدعاة على عاتقهم أمانة إخراج البشرية من الظلمات إلى النور، وهي مهمة ثقيلة، أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الدعاة إلى الله. ومع أول أيام الرسالة المحمدية ينادى الحق سبحانه وتعالى (الداعية الأول) سيدنا محمد ﷺ ليتجهز لهذا الأمر الجلل، وليقوم إلى الكفاح والجهاد، قائلًا: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا)المزمل 1-2 (يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ) المدثر1-2.
* يقول صاحب الظلال: «كأنه قيل: إن الذي يعيش لنفسه قد يعيش مستريحًا، أما أنت الذي تحمل العبء الكبير، فما لك والنوم؟ وما لك والراحة؟ وما لك والفراش الدافىء والعيش الهادىء؟ والمتاع المريح؟ قم للأمر العظيم الذي ينتظرك، والعبء الثقيل المهيأ لك، قم للجهد والنصب، والكد والتعب، قم فقد مضى وقت النوم والراحة، وما عاد بعد اليوم إلا السهر المتواصل، والجهاد الشاق الطويل، قم فتهيأ لهذا الأمر واستعد ” ظلال القرآن ج6 ص3744 بتصرف
* إنه الأمر الهائل العظيم أمر رقاب الناس، أمر حياتهم ومماتهم، أمر سعادتهم وشقائهم، أمر ثوابهم وعقابهم، أمر هذه البشرية التي إما أن تبلّغ إليها الرسالة فتقبلها وتتبعها فتسعد في الدنيا والآخرة، وإما ألا تبلغ إليها فتكون لها حجة إلى ربها، وتكون تبعة شقائها في الدنيا وضلالها معلقة بعنق من كلِفَ التبليغ فلم يبلغ. فمن الذي يستهين بهذه التبعة وهي تبعة تقصم الظهر، وترعد الفرائص وتهز المفاصل فلا استمرار فيها إلا بعون من الله، ولا تحمل لها إلا بمدد منه سبحانه، ولا ثبات عليها إلا بإخلاص الوجه له، فصاحب هذا الطريق نهاره صيام، وليله قيام، وكلامه أذكار وحياته ومماته لله رب العالمين لا شريك له.
ثالثاً: أن يتضح له حكم تبليغ الدعوة أثبتت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية السابق ذكرها وجوب الدعوة إلى الله تعالى وقد انعقد إجماع العلماء على ذلك. قال النووى رحمه الله في شرح صحيح مسلم: «وقد تطابق على وجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الكتاب والسنة وإجماع الأمة. وهو أيضًا من النصيحة التي هي الدين. وقد يحتج البعض بقول الله عز وجل: (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) سورة المائدة 105 وليس ذلك مخالفًا لما ذكر، لأن المذهب الصحيح عند المحققين في معنى الآية: أنكم إذا فعلتم ما كلفتم به فلا يضركم تقصير غيركم مثل قوله تعالى: (وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ) سورة فاطر 18، وإذا كان كذلك فمما كلف به الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، فإذا فعله ولم يمتثل المخاطب فلا عتب بعد ذلك على الفاعل لكونه أدى ما عليه فإنما عليه الأمر والنهى لا القبول والله أعلم.»
وهذه شبهة قديمة عرضت للناس في الصدر الأول للدعوة، وفندها الخليفة الأول أبو بكر الصديق رضى الله عنه بقوله: «يا أيها الناس، إنكم تقرأون هذه الآية وتضعونها على غير موضعها (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ ۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ) وإنا سمعنا النبى ﷺ يقول: «إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب» أبو داوود 4/120 باب الأمر والنهى أحمد في المسند 1/5
رابعاً: استشعار فضل الله ومنته على الداعية التفكر بنعم الله الكثيرة على الإنسان ﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا)، وأنت في صلاتك وعند قولك (الحمد لله رب العالمين)، في لحظة خشوع تستشعر خلالها ما منّ الله به عليك من النعم، وتتذكر حالك قبل ورود تلك النعمة فتحس بالفرق بين الحالتين، وتعظم في نفسك نعمة الله فتقوم بشكرها ولا تكن غافلًا عن هذا فتكون ممن يحصى الله سبحانه وتعالى عليهم يوم القيامة، فقد جاء في صحيح مسلم قول الله للعبد يوم القيامة «أى فلان ألم أكرمك وأسودك وأزوجك، وأسخر لك الخيل والإبل، وأذرك ترأس وتربع. فيقول: بلى يارب، فيقول سبحانه: أظننت أنك ملاقىّ؟ فيقول: لا، فيقول: فإنى أنساك كما نسيتنى». رواه مسلم
كما ينبغي أن يستشعر منة الله عليه من فوائد الدعوة إلى الله وثمارها، ومن جزيل الأجر والثواب عند الله والفوز غدًا بجنة الرضوان (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) التوبة 71- 72، وأننا بالدعوة ننجو من العقاب في الدنيا وفي الآخرة (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) الأعراف 165.
كما ينبغى على الداعية ان يعرف فضل العاملين بدعوة الله فيكفى أنهم: * هم أحسن الناس قولًا (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) فصلت 33 * وهم أنضر الناس وجهًا «نضّر الله امرأً سمع منا شيئًا فبلغه كما سمع فرب ‘مبَلغٍ أوعى من سامع»
لقد قرأ الحسن البصرى -رحمه الله- هذه الآية (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا) فقال: «هذا حبيب الله، هذا ولىّ الله، هذا خيرة الله، هذا أحب أهل الأرض إلى الله، أجاب الله في دعوته، ودعا الناس إلى ما أجاب الله فيه من دعوته، وعمل صالحًا في إجابته، وقال إنني من المسلمين، هذا خليفة الله». تفسير بن كثير 4 / 91.
—————————————– إنتهى الجزء الثالث، ونواصل الموضوع في الجزء الرابع والأخير بإذن الله تعالى