لأقصمنَّ ظهره اليوم – د. محمد حامد عليوة

لأقصمنَّ ظهره اليوم – د. محمد حامد عليوة

من أحوال عباد الله الصالحين، الحذر من وساوس الشيطان، وسرعة مراجعة النفس ومحاسبتها وتهذيبها إذا غلبها الشيطان بمعصية أو أبعدها عن طاعة، فتجد العبد اليقظ إذا وقع في ذنب أو تعرض إلى تقصير في حق من حقوق الله أو حقوق العباد؛ يهرع إلى ربه بسرعة التوبة والعجلة في الأوبة، فيعترف بخطئه وتقصيره، ويعزم على معالجة آثاره في النفس؛ بفعل طاعة أو أداء واجب يجبر هذا القصور ويعالج هذا الزلل.

إنها معركة المؤمن الصادق صاحب القلب السليم مع غوايات الشيطان الرجيم الذي تعهد بغواية عباد الله (فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ).

نعم.. هي معركة شرسة لا ينتبه إليها ويستعد لها إلا أهل الإيمان القوي والعزم الفتي.
ترى هؤلاء إذا انتصر عليهم الشيطان في موقعة، يعترفون بها وبتقصيرهم فيها، لكنهم لا يقفون من الشيطان موقف المنهزمين، فسرعان ما يغيظون الشيطان بطاعة أو أداء واجب في نفس ميدان المعركة التي هزمهم فيها بالأمس.

وهو المعنى الذي أشار إليه سيدنا سفيان الثوري – رحمه الله – في قوله: «لئن غلبني الشيطان بالأمس؛ لأقصمنَّ ظهره اليوم؛ بتوبتي وحُسن عبادتي.»

اترك تعليقا