عن زيد بن أسلم عن أبيه أن عمر رضي الله عنه، خرج إلى المسجد فوجدَ مُعاذًا عند قبر رسول الله ﷺ يبكي، فقال: ما يُبكِيكَ؟ قال: حديث سمعتُه من رسول الله ﷺ، قال: «اليَسيرُ من الرياءِ شِرْكٌ، ومن عادَى أولياءَ الله، فقد بارَزَ الله بالمحاربة. إنّ الله يحِبُّ الأبرار الأتقياء الأخفياء الذينَ إنْ غابوا لم يُفْقَدُوا، وإنْ حضروا لم يُعْرَفُوا، قلوبهم مصابيحُ الهدى، يخرجون من كُلِّ غبراءَ مُظْلِمَة». رواه ابن ماجة والحاكم والبيهقي
يعلق الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله – في كتابه (قذائف الحق) على ذلك فيقول: «أجل إن الله تعالى يحب أولئك العاملين في صمت، الزاهدين في الشهرة والسلطة، المشغولين باللباب عن القشور، المتعلقة قلوبهم بالله لا تحجبهم عنه فتنة ولا تغريهم متعة، بهم يُبنى صرح الأمة وبهم تُرزق وبهم تُنصر».
ما أحوجنا إلى هذا الصنف المبارك من الأخيار الأبرار، بهم تتنزل البركات، وبهم تتحقق الفتوحات.