
مع الصادقين على طريق الدعوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- يونيو 1, 2022
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
مع الصادقين على طريق الدعوة – الدكتور محمد حامد عليوة
الصادق على طريق الدعوة؛ رجل قلبه مُعلق بالآخرة، فتراه يجعل دنياه مطية لآخرته، يملكها ولا تملكه، ويستعملها ولا تستعمله، فتصبح الدنيا بذلك في يديه لا في قلبه، وإن نال منها فبالقدر الذي يخدم به دعوته ويُؤدي به رسالته ويُقربه من غايته.

والصادقون على طريق الدعوة أحد رجلين؛ إما رجل يؤدي دوره، أو آخر يتجهز لأداء دوره، وبالتالي ليس بين الدعاة الصادقين من هو قاعد أو ساكن، فالأصل في أصحاب الدعوات والرسالات أنهم عاملون مجاهدون، فلا تسمع بينهم مصطلحات (البطالة الدعوية – الطاقات المعطلة)، فالجميع يعملون كل حسب طاقته ووسعه وقدرته.
والصادقون على طريق الدعوة مثل المجاهد في الثكنة يؤدي دوره بسد الثغرة ويترقب أي تكليف لأداء المهمة، بل من أخلاق الصادقين أنهم يحسنون استقبال التكاليف فهما لحدودها ومقاصدها وضوابط تنفيذها وما تتطلبه من إعداد واستعداد حتى تُؤدى على الوجه الأفضل، وتحقق المقصود الأمثل. ومن تحدثوا في شيم وأخلاق الدعاة الصادقين قالوا: «أنهم يُحسنون استقبال التكاليف، ويخلصون في أداء المهمة».
ومن دلائل الصدق على طريق الدعوة (البساطة والقدرة على جمع القلوب)، نعم .. فالصادقون المخلصون تتحدث عنهم أحوالهم قبل أقوالهم، فتراهم دائماً ما يتمتعون بصفات شخصية ومزايا إنسانية تجمع حولهم القلوب، مصداقاً للقول البليغ: «ما أقبل عبد على الله بقلبه؛ إلا وأقبل الله بقلوب العباد عليه». نعم .. إنهم الصادقون الربانيون الذين تجتمع حولهم القلوب بدرجة تجعلهم يملكون قلوب خصومهم ومنافسيهم قبل إخوانهم ومحبيهم. لقد قالها يوماً الأديب الدكتور طه حسين في الإمام حسن البنا، فرغم ما بينهما من الخلاف في الرؤى والتوجه إلا أنه قال فيه يوماً: «يا ليت كل خصومي مثل حسن البنا»، لما وجده الرجل في الإمام حسن البنا من دماثة الخلق وتقدير المخالف وإنزاله منزلته. هكذا هم الصادقون على طريق الدعوة.
————————————-