
معاقد الخيرات
- zadussaerinweb@gmail.com
- فبراير 25, 2022
- أخلاق وقيم تربوية
- 0 Comments
معاقد الخيرات – د. محمد حامد عليوة
لا شك أن الخير كل الخير أن يكون المرء صادق مع خالقه، ذا قلب موصول به سبحانه وتعالى، فمن صدق الله صدقه الله، ومن كان مع الله كان الله معه. وبقية الخير وثمرة الصدق مع الحق تتجلى في حُسن العلاقة بالخلق، كل الخلق.
ورحم الله الإمام فخر الدين الرازي حين أجمل هذا المعنى بقوله:
«اعلم أن معاقد الخيرات على كثرتها محصورة في أمرين: صدق مع الحق، وخُلُق مع الخَلْق»
نعم إن الصدق مع الحق من أسباب التوافق مع النفس والتوفيق مع الخلق والانسجام مع الكون، إنه صدق التوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
ومن الوصايا القيمة للإمام حسن البنا، والتى يركز فيها على ضرورة صدق توجه القلوب إلى الله وحده، ويهيب بالدعاة والمصلحين أن يراقبوا ربهم دائمًا في كل قول وعمل فيقول – رحمة الله تعالى -:
«ولئن كانت لي وصية أوصيكم بها، فإن أولى وصياتى لكم أيها الأحبة الأعزة، أن يصدق توجه قلوبكم إلى الله وحده، وأن تشرق أرواحكم بمعرفته، وتمتلئ قلوبكم بخشيته، وتأنس أنفسكم بجمال اليقين وعظيم الثقة به، ودوام مراقبته في كل قول وعمل، وأن تستقيموا على أمره، وتلتزموا حدوده وأحكامه، فذلك رأس الأمر وعموده وذروة سنامه، وشتان ما بين قلب خاو لايتصل بالله في شيء، وبين قلب استنار بأضواء الإيمان، وأشرق بشمس اليقين.».

نعم إنها الأخلاق سبيل الفتوحات ومعاقد الخيرات: فهذا الإمام حسن البنا يعرض على الإخوان جملة من الواجبات والوصايا العملية في رسالة (بين الأمس واليوم)، فيقول: «وتخلقوا بالفضائل وتمسكوا بالكمالات. وكونوا أقوياء بأخلاقكم أعزاء بما وهب الله لكم من عزة المؤمنين وكرامة الاتقياء الصالحين.»
ولندقق النظر في وصية الإمام حسن الهضيبي حين أوصى الإخوان بعدة وصايا من بينها: «زكوا أنفسكم وطهروا قلوبكم، وحاربوا أهوائكم وشهواتكم قبل أن تحاربوا أعدائكم، فإن من انهزم بينه وبين نفسه في ميدان الإصلاح أعجز من أن ينتصر على عدوه في معركة السلاح، وكونوا مثلًا حيًا بأقوالكم للأخلاق القرآنية حتى يعرفكم الناس بأخلاقكم قبل أن يعرفوكم بأقوالكم».
إنها معاقد الخيرات حين يصدق المرء مع الحق ويتمتع بحسن الخلق بين الخلق.