
نعمة الدعوة إلى الله تعالى – د. محمد حامد عليوة
- zadussaerinweb@gmail.com
- نوفمبر 13, 2015
- دعوتنا
- 0 Comments
نعمة الدعوة إلى الله تعالى – د. محمد حامد عليوة
«من فضائل الدعوة إلى الله؛ أنها تنقلنا من دائرة السكون والعجز إلى ميدان الحركة والبذل، ومن حالة اليأس والسلبية إلى آفاق الأمل والإيجابية، ومن ساحة الخمول والكسل إلى ميدان النشاط والعمل، ومن دياجير الأثرة والانزواء إلى أنوار العطاء والفداء.
فما أعظمها من نعمة، وما أشرفها من رسالة، فقد بارك الله بها الأعمال والأوقات، ورفع بها الشأن والدرجات، كما أعطى بها الأجر وأحسن بها الذكر، من هنا جاء الاعتزاز بها، ووجب دوام السير على دربها».
ونعمة الدعوة إلى الله كما أنها شرف مروم، وباب للعز والرفعة، فهي في ذات الوقت أمانة ومسئولية، ملقاة على عاتق الدعاة، حتى ينهضوا بها ويؤدوا حقها.
وقد عبر الإمام حسن البنا -رحمه الله- حول هذا المعنى بقوله: «وأهيب بكم أن اعملوا فليس ينفعكم من الدعوة أن تنتسبوا إليها وتتصلوا رسميًا بها ثم تقعدون بعد ذلك عن خدمتها ونشرها والجهاد فى سبيلها، وما كان كذلك أسلافكم الصالحون، فهم رضوان الله عليهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه، ودأبوا على الجهاد لدينه، والعمل مع نبيه ﷺ حتى أتاهم اليقين، وهم أشد ما يكونون بدينهم استمساكًا، وفى سبيل نشره عملًا وجهادًا».
وكما أنها أمانة ومسئولية فهي أيضاً أختيار واصطفاء من الله لبعض عباده، وباب واسع للأجر والفضل، والقيام بواجب البلاغ عن الله. ويحضرني هنا أبيات بليغة لشهيد القرآن الأستاذ سيد قطب -رحمه الله-، ترتبط بهذا السياق، يقول فيها:
قد اختارنا الله في دعوته … وإنا سنمضي على سُنته
فمنّا الذين قضوّا نحبهم … ومنّا الحفيظ على ذِمته

نعم.. هي نعمة عظيمة، ومنّة كريمة؛ حين يعيش المرء حاملاً هم دعوته، سائراً على هدي نبيه، داعياً إلى الله على بصيرة متبعاً لرسوله صلى الله عليه وسلم، ومن أحسن منه وهو يقوم بهذا الدور العظيم الذي يدل من خلاله الناس على ربهم ويرشدهم إلى سلوك طريق الخير والصلاح. وصدق ربنا العظيم في بيان ذلك في قوله تبارك وتعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ (33)) – سورة فصلت.

zadussaerin
ما أعظمها من نعمة لا تقدر بثمن، (ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين).