يوم العزَّة – بقلم: المجاهد الشهيد الشيخ محمد فرغلي – رحمه الله
يا يوم العزة متى تحلّ بتلك الديار التي بَعد عهدك بها، وطال نأيك عنها بعد أن نشأت فيها ودرجت منها؟.
يا يوم العزة والكرامة متى تأوي إلى ديارنا ؟ ومتى تنزل بأرضنا؟.
إنك إن أتيتنا ولا غائب عندنا أعز منك إذًا لفديناك بأرواحنا ودافعنا عنك بمجدنا، وإذًا لحقٌّ لنا أن نعتز بك وأن نفرح بعد طول الغياب، وبعد طول الأسى والعذاب، حتى ذلك اليوم أما أعداؤنا فإنهم يرونه بعيدًا وأما نحن فنراه قريبًا.
نعم نراه قريبًا يوم أن تسودَ دعوتنا، ويفهم الناس فكرتنا، ويتجمع المؤمنون حول رايتنا، راية الإسلام يفدونها بأموالهم وأنفسهم ويجودون في سبيلها بالأموال والمُهج، يوم يعرف جند الإسلام حقيقة الإسلام، ويوم يفهم رجال الإيمان حقيقةَ الإيمان، يوم تقوم أسود الله من مرابضها فتكسر الحديد وتفك القيود، ثم تزأر بصوتٍ جبار قاهر يقتلع بذور اليأس، ويقتل بذور الضعف، فتحيي ميتَ الهمم وتبعث ماضي العزم، ثم تصرخ من الأعماق إلى الأعماق أصواتًا داوية تملأ الطباق :
نحن فداء الإسلام .. نحن فداء الإسلام، وها قد بُعثنا نسترد مجدنا ونستعيد عزنا، وها قد خرجنا نغسل العار، ونمحو أساطير الذل بجبار عزائمنا.. الجهاد طريقنا، وراية الإسلام رايتنا، وأعداء الإسلام أعداؤها، نصب عليهم لهيب غضبنا، ونستنزل عليهم لعنة من ربنا.
ها نحن قد خرجنا، ولن نعود حتى يكون الدين كله لله، وحتى تكون كلمة الله هى العليا .. ها نحن قد خرجنا ولن يعود منا إلا شهيد أو سعيد، فأما شهداؤنا فأحياء عند ربهم يرزقون، وأما سعداؤنا فسيحملون بشرى إلى المخلفين بالديار أن قد زال العار، ومضى العدو الجبار حيث لارجعةَ له.. ها نحن قد خرجنا أبرارًا ولن نعود إلا أطهارًا.
—————————— المصدر: من أعلام الحركة الاسلامية – الشيخ محمد فرغلي، موقع ويكيبيديا الإخوان (إخوان ويكي) .